الخميس، 22 أغسطس 2013

غوغل لا يعثر على قميص فتاتك

ادخلْ قبليْ واشترِ قنينتين
بل أربعاً
الفكرة التي راودت أول طائرٍ على الأرضِ كانتْ: أن يطيرَ!
طارَ تاركاً الفكرَةَ فوقَ الأرضْ
صارتِ الفكرةُ باراً
لهذا فإنَّ البارَ يطيرُ بمنْ سئموا ثقَلَ الهواءِ والأسئلة
/
ادخلْ قبليْ واتركِ الشِّعرَ وارءكَ
فالخمرُ
وابتسامةُ غمازة البائعة يكفيان جراحنا
لا طاقة بنا لحملِ المزيد من زهورِ النارِ
ومن لسَعاتِ الرقةِ والندمْ
ادخل دوني
وعندَ الزاويةِ الفضيةِ نلتقيْ
/
لدينا زاوية وحيدة مهملة
نعثر فيها على كل ما نحتاجُهُ من ورودِ الشَّكِّ
ومن سناجبِ العذوبة
فغوغلُ لا يعثرُ على أحدٍ يبحثُ عن وجهه
غوغلُ لا يعثر على قميصِ فتاتكَ المبللِ بالشهوةِ والكرز
غوغلُ لا يعثر على اسمٍ أطلقتموه مجازاً على إحدى غرفِ البيتْ
إسمٌ لم يتجاوزِ العتبةَ
فظلَّ طفلاً أبدياً وحيداً
ورحلتمْ!
/
إنه حجُّنا يا صديقي، حجنا الأبدي، نحن الأقوياء كما ينبغي، يحرقنا وهج النور الذي يتدحرج كالأسماك على شرفات المدينة، تحرقنا الأساطير والصعاليك والمتمردون، يحرقنا عطرُ الغواةِ الذينَ مروا في باريس التي تحرقنا من شدة اللذة، فنتبعهم مستنيرينَ بقناني الكحولِ، وفي الكحول طريقنا الصافي كعيونهم.
/
أقوياء نحن، ولأننا كذلك تحرقنا أضعف فراشة هنا.
/
سنذرع هذه الشوارع النظيفة الحمراء
هذه الشوارعُ مطبوعةٌ فوقها قبلاتُ الشعراءِ إلى جانب الحوالات المصرفية
وطافحٌ فوقَ سطوح منازلها صوت (جاك بريل) كأزهار البابونج في أيلولَ
وفي ظل منازلها سيولٌ من الحرير والفياغرا وزرقة الليل.
/
سنمشط بيوت القرميد بأعيننا ثم نغادر
سنغادرْ
وعلى الجميع أن نغادر
فنحن ملوك الزمان الجديرونَ بأن لا يراهم أحدْ!.
ـــــــــــــــــــ
عمر يوسف سليمان
 
القدس العربي: