الخميس، 7 نوفمبر 2013

جماليات

أجمل البلادِ...
تلك التي لا تُذكرُ في نشرةِ الأخبارْ

أجمل المُدُنْ:
التي لا تلمعُ فيها أوسمةُ النصرِ
لأنها لم تستقلَّ
لأنها لم تُحتَلْ!

أجمل القرى:
الخالية من السائحينَ والبترولِ والدِّيَكة...


أجملُ شمسٍ
تلكَ التي لا تشرقُ أو تغربُ على أحَدْ
ــــــــــــــــــ
عمر يوسف سليمان

الأحد، 3 نوفمبر 2013

الحرب هواء

لم يشتعلِ الرعدُ والبرقُ في سماءِ
باريسَ اليومْ
إلا لأنَّ الطائراتِ والصواريخَ
مزَّقتْ ليلَ
سوريا
ولمْ تلتهبْ قدَمُ ابنِ جارتيْ
إلا لأنَّ طفلاً دمشقياً غاصتْ إصبعُهُ
في جرحِه..
تلكَ الإصبعُ كانتْ تحبسُ الدِّماءَ
لكنها اغتالتِ المسافة
أمَّا الذينَ مرَّتْ عليهمُ الثوانيْ
مرورَ صوتِ المترو على حصى الأنفاقِ
فلمْ يدفعْهُمْ إلى الانتحارِ
سوى أبراجِ الكآبةِ في بلاديْ
الأرضُ: نافذةٌ
والحربُ: هواءْ!
ـــــــــــــــــــــــــــــ

عمر يوسف سليمان
القدس العربي
http://www.alquds.co.uk/?p=98826

جاري ريكو

في عينهِ نقطة حمراءُ جاءَ بها من أدغالِ
أميركا اللاتينية
النقطة كانت على ظهر فهدٍ
أهدى كل نقاطه كذكرى للمهاجرينَ إلى
الشمالْ
قال الفهدُ وقتها: لا نقاط بعدكمْ
لأننا سنصبحُ عما قريبٍ بلونٍ واحدٍ
كي نكونَ كما شاءَ الشماليونَ
فابنوا جنوبَنا في شمالهمْ
ولو من نقطةٍ حمراءَ كانت على ظهر فهدْ
/
جاري عرفَ أن الحياةَ الطبيعيَّةَ سلةٌ
مليئةٌ بالماءِ
فتزوج (الساكسفون) ورحلْ
آتي إليهِ
فيناديني بـ (أخي)
ولا يتذكرُ اسمي!
أصافحه
فتغوص أصابعي في الأدغالِ
ومناديلِ نساءٍ سودٍ
يغنين فوقَ التلالِ للانتظارِ
والغروبِ
وأبنائهنَّ الراحلينْ
يتكلم الفرنسيةَ مثلَ فهدٍ يلهثْ
ويفشل في أن يخرجَ من كوخه القديم بين
أشجار المطاطْ
يفشل في أن لا يرى البدرَ ساعةً كبيرةً
يذكِّرهُ منبهها آخرَ الليلِ بموعدهِ مع
اللاجدوى
وبأنَّ لجامَ حصانِ العبثِ هو العبثْ
/
ريكو جاءَ من غربِ الأرضِ
وجئتُ من شرقها
ولا نرى فرقاً بينَ ما تركناه خلفنا منْ
ضوءٍ وأشجار كينا
ولا بينَ البلاد
التي يعكسها ظلانا المنحنِيَانِ على
رخامِ الذاكرة
ـــــــــــــــــــــــ

عمر يوسف سليمان

القدس العربي
http://www.alquds.co.uk/?p=98826