الجمعة، 3 يناير 2014

لم يعد يعنيني

نهاري باردٌ كثلاجةِ موتى
وغيومٌ سوداءُ مثلَ ثيابِ نساءٍ ثكالى
من انحناءة خصركِ تستيقظ ضحكات الأطفال
لم يعد يعنيني أنّ قلبي أكثر وحشةً من نفق المترو الفارغ
ففراشاتُ نهديكِ كلما رفَّتْ
يتنزّه فضاءٌ في أعصابي

لم يعد يعنيني أنّ صدى خطواتي في الشارع عواء ذئبٍ جريح
فحين خبَّأتِ علاماتِ أسناني تحت أذنيكِ
عرفتُ أن بي قمراً طيباً
وعرفتُ جسدي
حين عضضتِ على الشفة السفلى

لم يعد يعنيني أن أرى القذيفةَ سمكةً خانها البحر
ولا أن لا أميّزَ أنينها قبل الاصطدامِ
عن أنّاتِ الشهوة
تماماً كما لا يعنيني أن لا أميّز الضباب الخارج من فمي
عن دخان سيجارتي
كلما نفثتُهُ هذا الصباح

ـــــــــــــــــــــــ
عمر يوسف سليمان
النهار- الملحق
http://newspaper.annahar.com/article/96666-القذيفة-سمكة-خانها-البحر

بماذا يحلم البوهيمي؟

بماذا يحلم البوهيميّ النائم في نفق المترو؟
باللحم الساخن والنبيذ؟
أم بغرفةٍ في أعلى طابقٍ من فندق يطلّ على الشانزيليزيه؟
ربما يحلم بأنه يدخن سيكاراً على البحر
ويشرب فودكا بين فخذين بيضاوين؟
بل بالغناءِ
وهو يجمع موسم الزيتون في صبح بلاده
البوهيميُّ ينظر إلينا بنصف عينيهِ
نحن الذين ننتظر المترو
نتذكر أننا نسينا منذ متى لم نحلم
يضحك:
إن كان لا بدّ من حلمٍ
فهو أن تصبحوا مثلي
يصل المترو
وكالعادةِ
وحده البوهيميّ لم تلتقطه كاميرات الأمن المعلّقة

ــــــــــــــــــــــــــــــ
عمر يوسف سليمان

النهار- الملحق
http://newspaper.annahar.com/article/96666-القذيفة-سمكة-خانها-البحر

لن نختلف

لن نختلفْ
خذوا الصلواتِ والغاياتِ
نأخذ الطريقَ ورعشةَ الندى
خذوا المهرِّجينَ وإصبعَ القناصْ
نأخذُ الكحولَ وأرجلَ النملْ

في الحفلةِ ما يجعلنا سعداءَ ما لم نكنْ معاً
في الحفلةِ أكثرُ من حفلة
فلنضعْ حاجزاً بينَ الحلبتينِ
وحينَ ترقصونَ وحدكمْ
ستسمعوننا ونحن نناديْ
كما لو أننا لا نقصدكمْ:
كأسكمْ!

ولن نختلفْ
لديكمْ أشباحُ الابتزازِ
وعيونُ الكاميراتْ
ولدينا نوافذُ مفتوحةٌ على خوفكمْ
لديكمُ المكاسبْ
ولدينا أننا لم يعد لدينا ما نخسرهْ
 
لن نختلفْ
خذوا الله والجنة
نأخذُ خلاصنا منْ هذه الجحيمِ العظيمة
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عمر يوسف سليمان

النهار- الملحق