الأحد، 13 أبريل 2014

لم أعد أحداً




أعرفُ هذا الغروبَ الذي يغفو على ظهرِ كلبٍ أشقرْ

أعرفُ تلكَ الغيمةَ الشبقةَ مثلَ ثيابِ مراهِقة

أعرفُ هذه الجدرانَ الطفوليةَ البيضاءْ

أعرفُ رائحةَ النظافةِ التي تتنزَّهُ عاريةً أمامَ المحلاتِ

كما أعرفُ قبضةَ القطِّ المحفورةَ

فوقَ الرصيفِ المفضيْ إلى البناية

هذه قريتي!

لكنْ أينَ الحجارةُ المغسولةُ بالدخانِ؟

وأينَ رائحةُ البارودِ القريبة؟

أينَ أخي وقد كنا واقفَين على الشرفةِ بانتظارِ الذبحْ؟

أينَ أصابعُ الأطفالِ الممزقة؟

هل أخطأتِ القذيفةُ دربها اليومَ؟

أم أن رصاصةَ قناصٍ أصابتْ ذاكرتي؟

وراء شرفةِ الوقتِ أفركُ عينيَّ

أمدُّ إصبعيْ إلى كأسِ وردةٍ كي أستعيدَ معنى الحياة

ألمسهُ فيصبحُ رملاً

وإصبعيْ حجراً

أنا في ضاحيةٍ قربَ باريسَ منذ عامٍ

لكنها قريتي

ربما هي مرآة قريتي التي بي

ربما مرآة تلكَ التي لم أزل بها

لكنها زالت!

ربما ربما

أما الأكيدُ فيثبتهُ ممرٌّ مظلمٌ أمامَ بابِ الشقة:

أنا لم أعدْ أحداً

ـــــــــــــــــــــــ

المستقبل- ملحق (نوافذ)

http://www.almustaqbal.com/v4/Article.aspx?Type=NP&ArticleID=613297             


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق