الجمعة، 30 مايو 2014

صدور ديوان "الموتُ لا يُغوي السكارى" للشاعر السوري عمر يوسف سليمان

جريدة إيلاف

صدر عن دار (لوراي دو لو)-باريس ديوان ثنائي اللغة (بالعربية والفرنسية) للشاعر السوري عمر يوسف سليمان تحت عنوان "الموتُ لا يُغوي السُّكارى"، وقد احتوى أربعاً وعشرين قصيدة متفاوتة الطول وقعت في 106 صفحة من القطع المتوسط.
تحضر في الديوان مفردات الموت والحب والحرب والمنفى، في محاكاة لما خلفته المأساة السورية من شتات على الصعيدين الداخلي والخارجي.
قام بالترجمة إلى الفرنسية كلٌ من المترجم ليونيل دوناديو، والشاعرة السورية عائشة أرناؤوط، والشاعر المغربي طاهر البكري.
من أجواء الديوان:
(كم كانَ جميلاً أني قطعتُ (شارعَ الموتْ)!
كانتِ الحياةُ كفَّ طفلةٍ تلوِّحُ في الجهةِ المقابلة
قرأتُ فيهِ ما مرَّ من حياتيْ
فلم يكن سوى تمرينٍ على ما سأعيشُهُ حقاً

كم جميلٌ أنَّ أحداً لم يبكِ في تلكَ الظهيرة
فالمُمدَّدُ كانَ مجهولَ الهوية
شيئاً فشيئاً تبخَّرتْ جثته
ثمَّ تشكَّلَتْ غيمةً حول الكاميرا في يديْ
فلم ألتقط سوى بطاقتِهِ الشخصية: رصاصةٍ فجَّرت رأسه
وبين الرصاصةِ والكاميرا رأيتُ الحياةَ ثوبَ أمي الطويلْ
ذلك الثوبُ الذي كنتُ أستمسكُ بهِ طفلاً
وهيَ تهمُّ بالرحيلْ)
يُذكر أن عمر يوسف سليمان من مواليد سوريا 1987، وقد سبق أن صدر له (ترانيم الفصول) شعر/2006، كما فاز ديوانه (أغمضُ عينيَّ وأمشي) بجائزة الدكتورة سعاد الصباح/ الكويت 2010.

http://www.elaph.com/Web/Culture/2014/5/907937.html

الخميس، 1 مايو 2014

أجمَلُ ما في الإقامةِ السَّفَرْ .. أجمَلُ ما على الماءِ السَّماءْ

1
لدينا الكثيرُ من الخبزِ المقمَّرِ بالضوءْ
فاكهةُ الربيعِ موسيقا على ضفاف الرغباتْ
حُبلى بالعرَقِ الخوابيْ
منها سننجبُ ضحكاتٍ تُحرِّرُ الأرضَ منْ آلهة الشياطينْ
على الجدرانِ الخشبيةِ معلقةٌ نداءاتُ أقدمِ أجدادنا:
ما لم نعشْهُ خبَّأناهُ في ذاكرةِ العنبْ
أفكارُنا يرسمها الضوءُ على رغوةِ كؤوسكمْ
كلما شربتُمْ ستدورُ طواحيننا
مولدةً كهرباءَ الفرحِ العظيمْ

ستةُ أيامٍ للرقصِ على إيقاعِ الكحولِ في العروقْ
للصحوِ على وردةِ الهناءِ التيْ لا يكتملُ تفتُّحُهَا
نهدرُ الوقتَ كما نهدرُ صحتنا بالأراكيلْ
وفي اليومِ السابعِ نرتاحْ
لقد خَلَقنا عالَمَ اللذَّة فينا
وليسقُطِ العالمْ

عندما تغفونَ كأطفالٍ أنهكَ اللعبُ أجفانَهُمْ
أحملُ أحلامَكمْ بيدٍ
وكأسيْ بيدْ
ثم أصعدُ إلى العلِّيةِ مثلَ هواءٍ مُثقَلٍ بالندى
أرى الأضواءَ الممتدَّةَ لامعةً كعيونِ قططٍ شبقة
أعرفها
أعرفُ رائحةَ العشبِ المُبتَلَّةَ بتحديقِ السهولْ
أعرفُ هذه القرى التي لا ترغبُ إلا بِمَؤُوْنَةِ أن تبقى خاليةَ البالْ
أعرفُ غوايةَ انتظارِ الصباحِ
في الظلمةِ الشفيفةِ
على شَعْرِ الأشجارْ
أعرف كلَّ هذا
ولا أعرفُ أينَ أنا
لكننيْ كلما استدرتُ إلى انعكاسِ ظلٍّ غامضٍ على الحائطِ المقمرْ
كلَّما صفَّرَ الزيزُ
أو تناهتْ موسيقا الغجرِ من بعيدٍ
أعرفُ بلاديْ
كلُّ أرْضٍ منَ الأرضِ فيها بلاديْ

22/3/2014
 
2
- فجرٌ أمْ غروبْ؟
- الصمتُ يخيِّمُ على حدودِ الوقتِ مثلَ مهجَّرينْ
ظلالُ غيومٍ رماديَّةٍ هذه المدينة
- فجرٌ أم غروبْ؟
في السادسةِ يمرُّ الضوءُ الغامضُ مثلَ نداءِ النايْ
للشمسِ ما للبندولِ في منتصفِ الساعة
- إذاً ما الوقت؟
- ما تراه يا صاحبيْ
افترضْ أنهُ آخرُ النهارِ
أفترضُ بدايتَهْ
لا فرقْ
في النهايةِ مُطلقُ البداية

في دمشقَ
للَّيلِ فجرٌ كحليٌ
وجهه طفلٌ ينامُ
والبحرُ يهدرُ:
أجمَلُ ما في الإقامةِ السَّفَرْ
أجمَلُ ما على الماءِ السَّماءْ

- نحنُ أينَ؟
- في الشارعْ
- كم الساعة؟
- السادسة
- باريسُ وقتٌ سكرانُ ضيَّعَ ساعتَه
- فلتفترضْ أنَّا هنا
ولأفترضْ أنَّا هناكْ
- وأنَّكَ أنتَ
لا أنا
متماثلةٌ فينا الأماكنُ
والأسماءُ
وأفكارنا ترفضها الجاذبية

خلفَ هذهِ المدينةِ ما يشيْ بتلكْ
خلفَ حدائقها
أشجارُ تينٍ تُطِلُّ على الخيالِ المشرقيْ

خلفَ تماثيلِ محاربيها
وردٌ مذبوحٌ
دمُهُ مقامُ الصبا

والعربيةُ في هوائها
شَبَحٌ يمدُّ لسانَهُ إلى الماضيْ

- كم الساعة؟
- السادسة
- صباحاً أم مساءً؟
- صباحٌ يُمسِّيْ علينا
- أينَ نحنُ؟
- في آخرِ المنامْ

14/1/2014
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



موقع دحنون:

http://www.dahnon.org/archives/7282


اللوحة: تشكيل لحمد الحناوي