الجمعة، 3 يناير 2014

لم يعد يعنيني

نهاري باردٌ كثلاجةِ موتى
وغيومٌ سوداءُ مثلَ ثيابِ نساءٍ ثكالى
من انحناءة خصركِ تستيقظ ضحكات الأطفال
لم يعد يعنيني أنّ قلبي أكثر وحشةً من نفق المترو الفارغ
ففراشاتُ نهديكِ كلما رفَّتْ
يتنزّه فضاءٌ في أعصابي

لم يعد يعنيني أنّ صدى خطواتي في الشارع عواء ذئبٍ جريح
فحين خبَّأتِ علاماتِ أسناني تحت أذنيكِ
عرفتُ أن بي قمراً طيباً
وعرفتُ جسدي
حين عضضتِ على الشفة السفلى

لم يعد يعنيني أن أرى القذيفةَ سمكةً خانها البحر
ولا أن لا أميّزَ أنينها قبل الاصطدامِ
عن أنّاتِ الشهوة
تماماً كما لا يعنيني أن لا أميّز الضباب الخارج من فمي
عن دخان سيجارتي
كلما نفثتُهُ هذا الصباح

ـــــــــــــــــــــــ
عمر يوسف سليمان
النهار- الملحق
http://newspaper.annahar.com/article/96666-القذيفة-سمكة-خانها-البحر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق