الأحد، 3 نوفمبر 2013

جاري ريكو

في عينهِ نقطة حمراءُ جاءَ بها من أدغالِ
أميركا اللاتينية
النقطة كانت على ظهر فهدٍ
أهدى كل نقاطه كذكرى للمهاجرينَ إلى
الشمالْ
قال الفهدُ وقتها: لا نقاط بعدكمْ
لأننا سنصبحُ عما قريبٍ بلونٍ واحدٍ
كي نكونَ كما شاءَ الشماليونَ
فابنوا جنوبَنا في شمالهمْ
ولو من نقطةٍ حمراءَ كانت على ظهر فهدْ
/
جاري عرفَ أن الحياةَ الطبيعيَّةَ سلةٌ
مليئةٌ بالماءِ
فتزوج (الساكسفون) ورحلْ
آتي إليهِ
فيناديني بـ (أخي)
ولا يتذكرُ اسمي!
أصافحه
فتغوص أصابعي في الأدغالِ
ومناديلِ نساءٍ سودٍ
يغنين فوقَ التلالِ للانتظارِ
والغروبِ
وأبنائهنَّ الراحلينْ
يتكلم الفرنسيةَ مثلَ فهدٍ يلهثْ
ويفشل في أن يخرجَ من كوخه القديم بين
أشجار المطاطْ
يفشل في أن لا يرى البدرَ ساعةً كبيرةً
يذكِّرهُ منبهها آخرَ الليلِ بموعدهِ مع
اللاجدوى
وبأنَّ لجامَ حصانِ العبثِ هو العبثْ
/
ريكو جاءَ من غربِ الأرضِ
وجئتُ من شرقها
ولا نرى فرقاً بينَ ما تركناه خلفنا منْ
ضوءٍ وأشجار كينا
ولا بينَ البلاد
التي يعكسها ظلانا المنحنِيَانِ على
رخامِ الذاكرة
ـــــــــــــــــــــــ

عمر يوسف سليمان

القدس العربي
http://www.alquds.co.uk/?p=98826

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق